الخميس، 9 أكتوبر 2008

مخيمر


- أستاذ مخيمر ؟

- أيوه

- مخيمر بجد ؟

- أيوه مخيمر خير فيه حاجه ؟

- لا أبدا بس بنتصل بيك عشان تيجى بكره تعمل مقابلة الشغل

- شغل بجد ؟

- دى إللى مستغربلها ف الموضوع يعنى ، ايوه يا سيدى شغل

- بجد ؟ أنا هعيط ، شكرا يا أستاذ وياريت تقول للسادة المسئولين إنى هبقى عند حسن ظنهم

- طيب يا أستاذ مخيمر ، ههههه مخيمر ، متتأخرش بقى بكره الساعه 10

- بالثانيه يا بيه

أخيرا وجد مخيمر الفرصة التى طالما انتظرها ، فرصة عمل ، أخيرا سيستطيع أن يتزوج " منى " ، أخيرا سيستطيع سداد ديونه و شراء كل ما يحتاجه دون الحاجه إلى التلجؤ على هذا وذاك ، أخيرا عمل .. أخيرا

لم يستطع مخيمر أن ينام دون أن يخبر " منى " بخبر الوظيفة و أنه أخيرا سيتزوجها و أن أمها أخيرا ستكف عن تذكيره كلما رأته بأنه " موقف حالها وراكنها جمبه " ، و أنه لن يتنازل عن إنجاب أربعة أولاد

" خلصت التلافون يا خويا؟ ، ماهو مش انت إللى بتدفع الفاتورة ، أكيد بتكلم البت منى إللى مدفعنا إللى ورانا و إللى قدامنا عشانها "

" يامّا ملكيش دعوة بمنى ، كفاية إنتى و جاراتنا قادين تألسوا عليها طول اليوم ، وبعدين خلاص هتوظف أهه وهدفع فاتورة التليفون ، وهجيبلى موبايل أتكلم منه براحتى "

لم تكن أمه تحب منى أبدا ، كانت تراها " بت هايفه من بتوع المدارس " ، بينما جاراتها فكن يتندرن على إسمها " مونيه ، هيهيهيه " أى أحمق هذا الذى يسمى إسما مثل هذا

أوى مخيمر لفراشه ، يحلم بالغد ، فغدا عصر جديد ، غدا يثبت للكل أنه مخيمر الناجح ، وليس ذلك المخيمر الضعيف الفاشل الذى لا يصلح لشئ ، " نام يا مخيمر بقى ، قدامك يوم طويل بكره " كذا حدث نفسه قبل أن يذهب فى النوم

..........................................

صراخ فى الشوارع ، الناس تجرى فى كل إتجاه ، ليس مشهدا مبشرا بالخير فى صباح كهذا ....

" ياخبر أبيض ، إيه إللى حصل ؟ "

" الفضائيين يا مخيمر ، الفضائيين إحتلوا الأرض "

" فضائيين ؟ أنا عارف ، المشكلة فيا أنا ، بلاشها يا أخى الوظيفة دى إللى خلت الفضائيين ينزلوا مخصوص عشان يعطلونى عنها "

" إنت بتخرف يا مخيمر يا أخى ، ده وقتك "

لم يدر مخيمر ماذا يفعل ، جلس يتأمل السقف لا يلوى على شئ ، وأخذ يسترجع شريط حياته ، هو فعلا فاشل ، وليست إدعاءات كما حاول دوما أن يقنع نفسه ، أو بالأصح يخدع نفسه

" أوغااااد ، ملاقوش غير النهارده يحتلوا الأرض ؟؟؟؟ "

لم يدر بنفسه إلا وهو فى الشارع ، الكل يجرى هربا من الشارع وهو نازل إليه ، حسنا ما الفارق ، الكل لديه ما يخاف عليه ، اما هو ... ،

كان الفضائيون و على عكس توقعه كائنات صغيرة الحجم جدا ، ولكنها أيضا سريعة الحركة بطريقة مدهشة ، كل مجموعة منهم تهاجم جندى و يقومون بدغدغته حتى يفقد وعيه من كثرة الضحك

الرصاص لا يؤثر فيهم بالطبع ، يجب أن تكون قد استنتجت ذلك وحدك

" وماله ... ياريتهم يقتلوا أم منى ، وجارات أمى ماعدا سعديه لإنها ( لسه صغيره ) " - على حد قوله - و ( مزه) - على حد قولى أنا -

قالها مخيمر فى سره ثم ضحك فى ألم ، كان حانقا على الفضائيين بشده

كان فى سيرة يحاول تحاشى جنود الفضائيين حتى رأى أحدهم أكبر حجما قليلا من بقيتهم و يجلس على كرسى كبير و فوقة لافتة كبيرة كتب عليها " القائد " بلغة الفضائيين التى لايفهم منها حرفا بالطبع

لم يفكر ، وتوجه من فوره للقائد ،

و قال له : "ممكن تمشوا عشان أعرف أتجوز منى إللى بحبها و أتعين فى الشغلانه إللى عرفت ألاقيها بالعافية ، حرام عليكوا ، ده أنا يتيم و غلبان "

فهم القائد كل كلمة قالها مخيمر لإنهم بالطبع – كالعاده أكثر تطورا منا و لم ينسوا إحضار أجهزة الترجمة ، هذا غير الدراسات التى أجروها قبل مجيئهم للأرض

كادت الدمعه أن تفر من عينه لولا أنه تذكر انه فضائى و أن الفضائى المحترم لا تستطيع الدموع الفرار من عينيه

ولإن مخيمر كان مقنعا فى كلامه ، ولإن الفضائيين بطبعهم مرهفى الحس ، أمر القائد قواته بالرحيل ، وتمنى لمخيمر حياة سعيده مع منى ، ثم إتجه ليكب مركبته ويرحل

ناداه مخيمر وسأله " بس لا مؤاخذه اما إنتوا إحتليتوا الأرض كلها ، ليه إنت القائد فى مصر بالذات ؟

"

فنظر له القائد بدهشه و تساءل ما هذا الأبله ؟ و أشار له بما معناه أن مصر أم الدنيا يا أهبل

بالطبع لم يفهم مخيمر حاجه ولكنه هز رأسه و ابتسم بكل رضا

ليست هناك تعليقات: