- دينا محمد
- دينا محمد عبد السلام
= طيب اتفضلى
يا آنسه الاستماره دى امليها و استنى اما نندهلك
اخذت دينا مقعدها وسط مجموعه أخرى من
المتقدمين لشغل عدة وظائف مختلفة فى تلك المدرسة الألمانية التى تقدمت للعمل بها
كمدرسة للغة الإنجليزية ... وبدأت فى ملأ الاستمارة ..
الإسم ثلاثى يا آنسة ... حسنا .. دينا محمد
عبد السلام ، السن 25 سنه ، الحالة الاجتماعية عزباء "أعزب" بلغة الاستمارة
= آنسة دينا محمد عبد السلام
- أيوه
= تعالى
اتفضلى
- هو انا بملى الاستماره دى ليه ؟ منا باعته الكلام ده كله
فى الـ CV على الـ EMAIL
= التعليمات كده نعمل ايه .. اتفضلى عشان
الانترفيو
سمعت كثيرا عن البيروقراطية الألمانية وهاهى
تتعرف عليها ..
جلست "دينا" فى غرفة الاتنظار
حوالى عشر دقائق قبل أن تطلبها السكرتيره لتقابل مسئول الموارد البشرية ..
انهت المقابلة الشخصية سريعا عكس المتوقع ..
لم تخرج بأى انطباع .. فالرجل كان محايدا تماما .. فقط قام بالتعليق على تقديرها
فى الكلية فـليسانس آداب تقدير "جيد" ليس أفضل ما يمكن تحقيقه
إلا أن الإنجليزية بالنسبة لها لم تكن مجرد
دراسة .. كانت تحب اللغة بحق .. وكانت بارعة جدا فيها .. تشاهد الأفلام الأمريكية
بدون ترجمة منذ إعدادى .. تجيد الحديث باللهجة الامريكية والبريطانية .. معها
شهادات فى اللغة من المراكز المعروفه وغير المعروفه .. كانت دائما ما تصحح النطق
لزميلاتها حتى انها سبقت H دبور بزمن فى أن الفرق بين الـ
B والـ P
زى الفرق
بين الـ T و الـ S
كانت نموذج الطالبة التى تحب الدراسه ..
طالما لا توجد امتحانات ..
كانت تحب مواد الترجمة والرواية ..
بينما لم تستهويها أبدا مواد الحضارة والنقد وما الى ذلك .. كان ترى ان مثل هذه
المواد يجعل الكلية نظرية بطريقة لا تطاق
ما الجدوى فى معرفة الفرق بين بحر السبوندية
والترويشه .. هذه أشياء لا يعرفها أهل اللغة أنفسهم .. أنت لا تذهب للبقال فى يورك
وتتلو عليه بيتا من الشعر
بينما كانت تحب مادة الترجمة فعلا .. وكانت
تتمنى أن تصبح مترجمة .. لكن ترف الاختيار لم يكن متاحا ..
مشكلتها مع مهنة التدريس انها لا تحب التعامل
مع الأطفال .. فالغالبية منهم مملين ، مزعجين وكثيرى الشكوى كما انهم فى احيان
كثيرة وقحين ..
إلا انها كانت تحاول ان تجعل تعاملها مع
تلاميذها محترفا قدر الامكان . وذلك من خلال تجربتها الوحيدة القصيرة كمدرسة فى
مدرسة تجريبية ..
اذا فهى مقابلة أخرى كمثيلاتها .. عرفت ما
سيحدث ستذهب للمنزل تتناول الغذاء وتنام
وتنسى أمر هذه الوظيفة كغيرها ..
هكذا فكرت بينما فى طريق عودتها .. فجأه سمعت
من يقول من خلفها : " على فين يا قمر ؟ "
تعودت على سماع مثل هذه المعاكسات .. واتبعت
القواعد التى طالما اتبعت .. لم تنظر خلفها .. اسرعت الخطى ..
لكن الفتى ظل يتبعها
- ايه العسل ده
.-
خدى بس .. دا انا هتجوزك
- جمالك ده ولا جمال عبد الناصر ؟
.- طيب الساعه كام معاكى ؟
بدا أن الفتى مثابرا حقا .. فقد ظل مسافة لا
بأس بها يسير خلفها
كانت لا تدرى ما تفعل .. أول مره تتعرض لهذا الموقف
.. عادة ما يلقى أحدهم كلمه وينتهى الأمر .. أما هذا فقد تمادى فعلا..
فكرت وحسمت أمرها وفجأة دخلت الى أول محل
قابلها وقالت لصاحب المحل الذى كان يجلس على مكتبه بجوار المدخل
- لو سمحت الأخ ده ماشى ورايا من ربع ساعه بيعاكسنى
= امشى يلا
من هنا بدل ما اطلعلك .. امشى
فر "الأخ" هاربا .. بينما سألها
صاحب المحل :
= انتى كويسه ؟ اجيبلك حاجه تشربيها ؟ ابعت
معاكى حد يروحك ؟
- لأ .. شكرا جدا لحضرتك
تساءلت كيف يمكن للبعض ان يعتقد أن
"المعاكسة" تسعد الفتاة ..؟؟؟
... إلا انها على الرغم من ذلك و لسبب لم تفهمه رفعت تلك الحادثة من معنوياتها ..
الناس ليست بهذا السوء اذا وهناك من يحتفظ بقدر من الرجولة والشهامة
عادت إلى المنزل .. تناولت طعام الغذاء ..
ونامت .. ونسيت أمر هذه الوظيفة كغيرها ..
حتى جاء الاتصال بعدها بيومين ..
- ماما .. قبلونى فى المدرسة الألمانى ..
رسم محمد سامى
- يتبع -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق