إنها القاهرة ... حرها يبرهن على كفاءته فى منتصف يوليو ...
جلست على المقهى المجاور لتلك المصلحة الحكومية لأشرب أى مشروب بارد ثم أرجع لبيتى
- حاجه ساقعه يابنى لو سمحت
راجعت سريعا ما تبقى معى من نقود .... حسنا بعد رسوم الأوراق و تكاليف التمغات و رسم " كل سنة وإنت طيب يا باشا " حتى لا يضطرنى الموظف لزيارة أخرى ... لم يتبق معى الكثير ، فقط ما يكفى لدفع ثمن " الحاجه الساقعة " و تذكرة المترو لرحلة العودة
إشارة المرور أمام المقهى فرصة جيدة لتتمتع بمرأى تزاحم السيارات كلما أغلقت الإشارة و استنشاق العادم كلما فتحت ... يقولون إن قضاء يوم فى القاهرة يعادل تدخين 20 سيجارة ، المهم إذا كنت تود الإنتقام من رئتيك فعليك بالقاهرة
كانت هناك تلك الفتاة ، فتاة صغيرة تحمل علب مناديل تحاول بيعها للسيارات الواقفة فى الإشارة ...
فى الحادية عشر من العمر تقريبا ترتدى جلبابا متسخه بالإضافة لشعر لم يعرف التصفيف ، حسنا إنها الصورة النمطية المعتادة ،، إلا أن حظها فى البيع لم يكن موفقا ، لم يشتر منها أحد شيئا حتى فتحت الإشارة و انطلقوا
- أين هذا القهوجى الغبى ؟ لم تأخر علىً؟
الإشارة تغلق من جديد ... لقد تأخر حقا هذا المأفون ..
أخذت أتململ شاعرا بالإختناق فى هذا الحر الشديد ، لا يوجد أفضل من شراب بارد فى هذا الحر – صدقنى – وهذا ما أحاول أن أفعله ... ثم ... ألازالت هذه الفتاة هنا ؟؟
يبدو أنها لم تكن أفضل حالا هذه المرة و لم تبع شيئا، لو كانت تعرف خفى حنين لكانت عادت بهما الآن
= اتفضل يا بيه .. الحاجه الساقعه
- اتأخرت ليه ؟ أنا كنت قايم ماشى
= معلش يا بيه إنت شايف الزحمه
رشفة كبيرة وبدأت أعصابى تهدأ و حاولت الإسرخاء فى مكانى و أخذت أتابع حركة الناس فى الشارع ، ثم هى تلك الفتاة مرة أخرى
كالعادة لم تفلح فى بيع شئ ...
- ما هذا ألا يملك هؤلاء القوم قلوبا ؟ ما هذه القسوة ؟ ألا يملك أحدهم نصف جنيه يشترى به منها ؟؟؟ !!!
حمدت الله على أنى لم أولد أبيع المناديل فى الشارع ، لم أكن لأتحمل ما تتحمله هى حقا ...
فتحت الإشارة...
رأيتها تتجه نحو المقهى ...
تتجه نحوى أنا بالذات ....
= ممكن تنفعنى يا بيه ... خد منى علبة مناديل
- أأأ... لا شكرا مش عايز
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق