أبويا توفى زى النهارده
الخميس، 27 نوفمبر 2008
إنها القاهرة
إنها القاهرة ... حرها يبرهن على كفاءته فى منتصف يوليو ...
جلست على المقهى المجاور لتلك المصلحة الحكومية لأشرب أى مشروب بارد ثم أرجع لبيتى
- حاجه ساقعه يابنى لو سمحت
راجعت سريعا ما تبقى معى من نقود .... حسنا بعد رسوم الأوراق و تكاليف التمغات و رسم " كل سنة وإنت طيب يا باشا " حتى لا يضطرنى الموظف لزيارة أخرى ... لم يتبق معى الكثير ، فقط ما يكفى لدفع ثمن " الحاجه الساقعة " و تذكرة المترو لرحلة العودة
إشارة المرور أمام المقهى فرصة جيدة لتتمتع بمرأى تزاحم السيارات كلما أغلقت الإشارة و استنشاق العادم كلما فتحت ... يقولون إن قضاء يوم فى القاهرة يعادل تدخين 20 سيجارة ، المهم إذا كنت تود الإنتقام من رئتيك فعليك بالقاهرة
كانت هناك تلك الفتاة ، فتاة صغيرة تحمل علب مناديل تحاول بيعها للسيارات الواقفة فى الإشارة ...
فى الحادية عشر من العمر تقريبا ترتدى جلبابا متسخه بالإضافة لشعر لم يعرف التصفيف ، حسنا إنها الصورة النمطية المعتادة ،، إلا أن حظها فى البيع لم يكن موفقا ، لم يشتر منها أحد شيئا حتى فتحت الإشارة و انطلقوا
- أين هذا القهوجى الغبى ؟ لم تأخر علىً؟
الإشارة تغلق من جديد ... لقد تأخر حقا هذا المأفون ..
أخذت أتململ شاعرا بالإختناق فى هذا الحر الشديد ، لا يوجد أفضل من شراب بارد فى هذا الحر – صدقنى – وهذا ما أحاول أن أفعله ... ثم ... ألازالت هذه الفتاة هنا ؟؟
يبدو أنها لم تكن أفضل حالا هذه المرة و لم تبع شيئا، لو كانت تعرف خفى حنين لكانت عادت بهما الآن
= اتفضل يا بيه .. الحاجه الساقعه
- اتأخرت ليه ؟ أنا كنت قايم ماشى
= معلش يا بيه إنت شايف الزحمه
رشفة كبيرة وبدأت أعصابى تهدأ و حاولت الإسرخاء فى مكانى و أخذت أتابع حركة الناس فى الشارع ، ثم هى تلك الفتاة مرة أخرى
كالعادة لم تفلح فى بيع شئ ...
- ما هذا ألا يملك هؤلاء القوم قلوبا ؟ ما هذه القسوة ؟ ألا يملك أحدهم نصف جنيه يشترى به منها ؟؟؟ !!!
حمدت الله على أنى لم أولد أبيع المناديل فى الشارع ، لم أكن لأتحمل ما تتحمله هى حقا ...
فتحت الإشارة...
رأيتها تتجه نحو المقهى ...
تتجه نحوى أنا بالذات ....
= ممكن تنفعنى يا بيه ... خد منى علبة مناديل
- أأأ... لا شكرا مش عايز
تمت