الأربعاء، 12 مارس 2008

قصة سخيفة

طك ......

- خيل لى للحظة أنى سمعت صوت ارتطام بالأرض .. لا بد أنى واهمة ... فلنمكل حديثنا

= إننا نتحدث على الهاتف منذ فترة طويلة .. لن يكون زوجك سعيدا عند دفع الفاتورة .. تكفيه مصاريف طفلين فى المدرسة و أخرى فى الروضة

- و ماذا يمكننى أن أفعل لم أعتد الجلوس فى المنزل ... أحيانا أشعر بملل لا حدود له ، تسليتى الوحيدة مشاهدة التلفاز أو مطاردة الأطفال لمعاقبتهم على كسر شئ ما

= لا قلقى .. قريبا تعودين لعملك .. وستشتاقين – صدقينى – لهذه الأيام .. أراك غدا إلى اللقاء

- إلى اللقاء

لم تعتد هذا الهدوء من أبنائها .... لم يكن الهدوء أبدا عندهم عادة إلا عند نومهم أو عندما يقوموا بعمل يخشون عليه عقابا

فكرت أنها قد تستغل هذا الهدوء فى الإنتهاء سريعا من اعداد الطعام قبل عودة زوجها من العمل

الفوضى المعتادة فى المطبخ .... لطالما اشتكت من كم الأطباق التى تضطر لغسلها يوميا .... ولكناه حين توجهت لغسل الأطباق ارتطمت قدمها بشئ ما ... نظرت ...

لم يكن هذا الشئ ببساطة سوى إبنها الأكبر ... لكن بطنه المفتوح و أمعاءه التى تفترش الأرض بجواره لم يكونا مشهدين معتادين عليها .......

لم تدر ما تفعل .... هل تبكى ؟؟ ... هل تصرخ ؟؟....

فقط وجدت نفسها تصيح : إبنى إبنى

و انطلقت خارجة من المطبخ .... لتسمع صراخ إبنتها الصغيرة

كان الصراخ قادما من غرفة الأطفال ..........

هناك قاتل فى المنزل .. لا شك فى ذلك

توجهت ببطء نحو الغرفة .. رأت دماءا على باب الغرفة ....

من بالداخل يا ترى ؟؟؟

هل هو قاتل واحد .. أم أكثر ؟؟

هل إبنتها فقط أم ابنها الأوسط أيضا ؟؟

هل تدخل ؟ أم لا ؟

فكرت فى احتمال أن ابنها ليس بالداخل ولربما لم ينل منه القاتل بعد إذا هناك احتمال لنجاته و نجاتها .. كما أنها لو دخلت الغرفة فإنها ستقتل حتما .........

- يجب أن أعثر عليه و أن نخرج من هنا

ولكن ..... أين هو ؟؟

هل هو نائم فى مكان ما ؟؟

هل شعر بما حدث و هرب ؟؟

أم .... هل قتل ؟؟؟

شئ ما بداخلها حدثها انه مازال حيا ...... إذا فلتبدأ البحث عنه

لم تكن غختيارات البحث كثيرة فى شقة كشقتها .. فعليها أن تبحث إما فى المرحاض أو فى غرفتها ...

لم تحبذ فكرة المرحاض ..لأنها حتى تصل إليه عليها أن تمر بغرفة الأطفال .. وهكذا تكون بيديها قد وضعت القاتل بينها و بين طريق الهروب الوحيد

لذا توجهت لغرفتها ... وبحثت ... ولكنها لم تجده .....

أحيانا يختار التفكير أوقاتا غير ملائمة حتى يشل ... لم تدر ما تفعل حتى وقع نظرها على الهاتف المعلق على الحائط فى غرفتها .. هرعت إليه رفعت السماعه و شرعت فى طلب رقم الشرطة ...

" ليس مجديا أن تطلب الشرطة من هاتف أسلاكه مقطوعة " حتما ستتذكر ذلك دوما

- الهاتف معطل ... يبدو أنه قد قطع أسلاكه

هكذا صرخت ...

عندما يأتى أحدهم للعمل فى منزلك تتمنى دوما أن يجيد عمله ... إلا فى حالة أن يكون عمله هو قتلك ....

و لسو ء حظها فقد كان محترفا فعلا ...

- لقد كان يعلم أنى أتحدث فى الهاتف .. وأنتظرنى حتى أنتهيت ثم قطع أسلاكه

لم تعد تحتمل .. هرولت لباب الشقة ... ستخرج من ذلك الجحيم ........

وصلت للباب لكنها لم تفتحه ببساطة لأن قدم جثة إبنها الأوسط المعلقة على الباب كانت أمام المقبض

انفجرت فى البكاء .... حين سمعته خلفها ......

استدارت .. لتجده خلفها يبتسم فى هدوء و يحمل سكينا فى يده ...كانت السكين نظيفة أى لم يستخدمها بعد .. يبدو أنه قد أعد عدته جيدا

اقترب منها فى هدوء و أمسك رأسها ..... لم تقاوم .. لم تفكر حتى أن تقاوم ....

وبنفس الهدوء الذى لاحظته فى حركته .. فصل رأسها عن جسدها

ليست هناك تعليقات: