الاثنين، 6 فبراير 2012

التنين الجميل

يحكى أنه كان هناك تنين جميل يحبه الجميع .. يطيع معلمته فى الفصل ، ولا يرافق أصدقاء السوء ويشرب اللبن ويفرش أسنانه قبل النوم ،،،











كان لهذا التنين زوجة أب شريرة .. سيئة السمعة .. تقسو عليه وتسئ معاملته ،،، بينما أبوه المسكين المغلوب على أمره لا يملك أن يحرك ساكنا أمام صلف هذه الزوجة المتجبرة القاسية ...


لم يكن خافيا على أحد ما يعانيه هذا التنين المسكين من زوجة أبيه .. إلا أنه كان تنينا صبورا حمولا ,, كان يصبر على اكفاء السجائر فى قفاه وعلى الخوازيق التى ارهقت مؤخرته المسكينة ... وكان يقول لم يحثونه على الاعتراض ورفض هذا الوضع المهين بأن زوجة أبيه وعلى الرغم من كل ما يعانيه منها ليست بهذا السوء ، فعلى الرغم من قسوتها عليه وحرمانه من الطعام و الشراب .. فضلا عن سممعتها السيئة فى المنطقة التى تجلب العار لأبيه وله .. إلا أنها أحيانا ما تحنو عليه وتقدم له الطعام دون أن تبصق فيه و كثيرا ما تترك له ما تبقى من كوب شاى ليشربه .. بالاضافة طبعا إلى أن زوجة الأب التى تعرفها خير من التى لا تعرفها ،، ولربما يأتى اليوم الذى تنصلح فيه ،،،،







كانت زوجة الأب تحاول دائما تشويه صورة التنين أمام المسكين أمام الجميع ، وكانت تصفه بأنه شاب مستهتر منفلت ولطالما حاولت اقناع أباه بأنه ابن عاق وولد فاسد ... وكان الأب ضعيف الحيلة لا يملك أن يرد عليها .. فلطالما عانى الأب نفسه من سلطها .. وكثيرا ما ناب قفاه نصيبا من سجائرها .. فكان يتحسس قفاه ويصمت ...














- " أوووه .. ياله من مسكين "  ( تعليق أحد المتابعين )














كفى .. هكذا قرر التنين يوما ، قرر أن : "كفى " .. لن يصبر أكثر على هذه المهانة ، هو ضاحب هذا البيت .. فلم اذا يلف له بالفتات ؟؟ .. لم يصفه سئ السمعة بسوء السمعة ؟!! .. فضلا عن أن مؤرته لم تعد تحتمل خوازيق أخرى ... 


وهكذا ، عندما جاء ميعاد الخازوق الصباحى أعلن التنين رفضه .. بل وعلا صوته ..
نظرت له زوجة أبيه فى دهشة وعدم تصديق ،، إلا أن أباه تضامن معه لأول مره .. وعلت الأصوات ،، حتى أن الجيران أخذوا يتساءلون عما يحدث ،، ثم فوجئوا بزوجة الأب تخرج من باب الشقة مسرعة تحمل بؤجتها ، الزوج من خلفها يعلنها بصوت عال : " طلقتها .. طلقتها "




عمت الفرحة الشارع كله .. وتبادل الجميه التهانئ ، واستطاع التنين أن يرفع رأسه فى الشارع .. بل إن أباه الذى كان يرد على اتصالات زوجته المشبوهة بنفسه استطاع أخيرا أن يجلس على المقهى دون أن يتغامز عليه الجميع ..


إلا أن غمرة الفرح هذه لم تدم طويلا .. فالبيت فى حاجة لزوجة ترعى مصالح الأب و الإبن ,,, وهكذا بدأ أولاد الحلال من أهل المنطقة فى البحث للأب عن زوجة ...


إلى أن جاء أحد شيوخ المنطقة و اقترح على الأب أن يعيد زوجته ولو لفترة بسيطة حتى يجد زوجة أخرى لأن البيت لا يمكنه أن يظل دون امرأة لفترة طويلة ...




راقت الفكرة للأب ... فبالتأكيد تعلمت الزوجة درسا قاسيا ولن تستطيع أن تعود لما كانت عليه ، كما انه سرعان ما سيتزوج من الزوجة الجديدة التى ستكون هى حينها سيدة المنزل ..




و هكذا عادت زوجة الأب مرة أخرى مكسورة ذليلة .. لقد انتهى عهد المعاملة السيئة ، و السجائر التى تجد القفا مطفأة لها .. ما عادت الأقدام لتمد ولا الأوجه لتصفع ....




كان التنين يشعر بالفخر حقا لما حققه .. خاصة وهو يرى زوجة أبيه وهى تخدمه وتخدم أباه ولا تقوى على رفع صوتها .. تلك التى كانت هى الآمرة الناهية ....




بعد فترة فتر حماس الأب فى  البحث عن زوجة جديدة ... و بدأت المكالمات الهاتفية المشبوهة تعود لزوجة الأب مرة أخرى دون علم أبيه ،،، 
حاول التنين لفت نظر الأب لما يحدث ، إلا أن أباه نهره ووصفه بأنه شاب مستهتر ومنفلت وابن عاق يتطاول على زوجة أبيه .. 


اندهش التنين من ردة فعل الأب ،، الا أن ما أدهشه فعلا  الخوازيق التى بدأ يجدها فى كل مجلس ،، والحروق المستديرة التى يجدها فى قفاه كلما استيقظ من النوم ، الا انه لم يلق بالا لهذه الحوادث كثيرا ... حتى بدأ أبوه فى التدخين و اشترى مجموعة من الخوازيق الجديدة ..




والآن بعدما أضناه البحث عن زوجة أب جديدة ، وبعدما استهلكت مؤخرته من الجلسات الصباحية المشتركة لخوازيق أبيه و زوجة أبيه .. قرر أن يتوقف عن البحث عن زوجة أب جديدة .. وأن يبدأ فى البحث عن مؤخرة جديدة ...